يؤكد الكاتب بموضوعية تامه أن القرآن الكريم يثير وقائع ذات صفة علمية، وهى وقائع كثيرة جدا ، خلافا لقلتها فى التوراة ، اذ ليس هناك أى وجه للمقارنة بين القليل جدا لما أثارته التوراة من الأمور ذات الصفة العلمية ، وبين تعدد وكثرة الموضوعات ذات السمة العلمية فى القرآن ، وأنه لا يتناقض موضوع ما من مواضيع القرآن العلمية مع وجهه النظر العلمية ، وتلك هى النتيجة الاساسية التى تخرج بها دراستنا . وسنرى فى نهاية هذا كيف أن الأمر يختلف تماما فيما يتعلق ببعض الأحاديث النبوية غير القطعية والتى تخرج عن نطاق الوحى القرآنى ، إذ أن هناك بعض الأحاديث ظني الثبوت لا يمكن قبولها علميا ، غير أن هذه قد خضعت لدراسات جادة اتباعا لمبادئ القرآن الصريحة التى تأمر دائما بالرجوع إلى العلم والعقل الذين يسمحان للناقد بنفى صحتها على ضوء حقائق القرآن .
ويضيف أن هذه التأملات حول الصفة المقبولة أو غير المقبولة علميا لمقولة فى كتاب مقدس تتطلب منا إيضاحا دقيقا ، إذ علينا أن نؤكد أننا عندما نتحدث هنا عن حقائق العلم فإننا نعنى بها كل ما قد ثبت منها بشكل نهائى . وأن هذا الاعتبار يقضى باستبعاد كل نظريات الشرح والتبرير التى قد تفيد فى عصر ما لشرح ظاهرة ،ولكنها قد تلغى بعد ذلك تاركة المكان لنظريات أخرى ملاءمة للتطور العلمى . وأن ما أعنيه هنا هو تلك الامور التى لا يمكن الرجوع عنها . والتى ثبتت بشكل كاف بحيث يمكن استخدامها دون خوف الوقوع فى مخاطرة الخطأ ، حتى وإن يكن العلم قد أتى فيها بمعطيات غير كاملة تماما .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق