إن مقارنة عديد من روايات التوراة مع روايات نفس الموضوعات فى القرآن تبرز الفروق الاساسية بين دعاوى التوراة غير المقبولة علميا وبين مقولات القرآن التى تتوافق تماما مع المعطيات الحديثة ،ولقد رأينا دليلا على هذا من خلال روايتى الخلق والطوفان ، وعلى حين نجد فى نص القران ، بالنسبه لتاريخ خروج موسى ، معلومة ثمينة تضاف الى رواية التوراة وتجعل مجموع الروايتين يتفق مع معطيات علم الآثار بما يسمح بتحديد عصر موسى ،نجد ،فيما يتعلق بموضوعات أخرى ، فروقا شديدة الأهمية تدحض كل ما قيل ادعاء ودون أدنى دليل عن نقل محمد صلى الله عليه وسلم للتوراة حتى بعد نص القران.
وفى نهاية الأمر فإن الدراسة المقارنة من ناحية الدعاوى الخاصة بالعلم ، تلك التى يجدها القارئ فى مجموعات الأحاديث التى نسبت الى محمد صلى الله عليه وسلم والتى يشك فى صحتها غالبا وإن عكست مع ذلك معتقدات العصر وبين المعطيات القرآنية ذات نفس الطابع من ناحية أخرى ، توضح بجلاء اختلافا يسمح باستبعاد فكره شيوع الأصل بين القرآن الكريم والأحاديث .
ولا يستطيع الإنسان تصور أن كثيرا من المقولات ذات السمة العلمية كانت من تأليف بشر وهذا بسبب حالة المعارف فى عصر محمد صلى الله عليه وسلم .لذا فمن المشروع تماما أن ينظر الى القرآن على أنه تعبير الوحى من الله وأن تعطى له مكانة خاصة جدا حيث أن صحته أمر لا يمكن الشك فيه وحيث إن احتواءه على المعطيات العلمية المدروسة فى عصرنا تبدو كأنها تتحدى أى تفسير وضعى . عقيمة حقا المحاولات التى تسعى لايجاد تفسير للقرآن بالاعتماد فقط على الاعتبارات المادية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق