الثلاثاء، 13 مايو 2008

مقتطفات من مذكرات الشهيد صدام 5

انكليزية مكسرة ولغة اليدين

قلت ذلك باللغة الانجليزية الركيكة مما استذكرته عن الصف قبل الأخير بالاعدادية في بغداد قبل أن أكلف مع رفاقي آنذاك بواجب إطلاق النار على عبد الكريم قاسم لثورة لم تستكمل على وفق قصتها المعروفة عام 1959 وحيث أكملت دراستي بعد أن تحوّلت من العلمي الى الأدبي في القاهرة لم يتح أمامي نفس المنهج العراق يفي اللغة الانجليزية ولذلك أستطيع أن أقول إن معلوماتي عنها لا يتعدى حدود ما يعرفه الطالب العراقي آنذاك في الصف قبل الأخير من المرحلة الدراسية الإعدادية مع ما كنت أسمعه أو ألتقطه من خلال الترجمة منها الى العربية لمن يتحدثون بها أثناء مقابلاتي الرسمية، ولكن من غير ممارسة كلام فيها بأي شكل. على اية حال فإنني عندما أتحدث مع الحرس أمريكيين وغير أمريكيين فإنني أتحدث فيها وأستعين بحركة اليدين والتشبيهات التي تقرب الصورة عندما لا أهتدي وأستذكر الكلمة الصحيحة أو الجملة المناسبة... لا يحب العراقيون إلاّ الأشياء الصحيحة، ولذلك يطلقون على اللغة أو اللهجة التي يتكلم بها من يضطر أو يعجبه الكلام بغير لغته أو لهجته، وهو لا يتقن الحديث بها، يطلقون عليها وصف «المكَسَّرْ» أو المكسّرة فيقولون تكلم فلان باللغة الفرنسية المكسّرة أو تكلم باللغة الانجليزية بالطريقة الأمريكية المكسّرة أو مقلداً أهل تكساس ولكن بلهجة مكسّرة... وكم حاولت أن أُحسّن من أدائي فيها في حدود المجاملة البسيطة وقد لاحظت إنني قد حسنت نسبياً أدائي في حدود المجاملة محدودة المفردات ولكنَّ لغتي فيها لم تتخلص من وصف اللغة المكسّرة، لو سمعها العراقيون، ولكن ومثلما يعرفون فإنني أظن أعجبهم عندما أتكلم مع الأمريكان والانجليز وغيرهم بلغة أمتنا... الجميلة وعميقة الدلالة عندما تتقن وتقوّى منفحة مفردات القرآن الكريم...

ليست هناك تعليقات: