من الخيارات المطروحة للعراق |
29/12/2006 | |
العسكريين، وفيما أصبحت انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في أوائل الشهر القادم استفتاءً على كيفية الخروج من المأزق العراقي.. .. بدأ البحث في واشنطن عن خيارات تحفّـظ بعض ماء الوجه أمام الفشل الأمريكي في العراق، بدأت موجة الخيارات المطروحة أشبه ما تكون بتقليعة أمريكية تستَـند إلى أسلوب التجربة والخطأ الذي وقعت فيه إدارة بوش في تعامُـلها مع عراق ما بعد الحرب، وكان أخطرها قرار تسريح الجيش العراقي الذي اتّـخذه بول بريمر، أفشل حاكم عسكري في تاريخ مغامرات الاحتلال الغربية، ويقضي هذا الخيار الذي ينسبه البعض في واشنطن إلى الجنرال جون أبي زيد، أعلى القادة العسكريين الأمريكيين في الشرق الأوسط، بأنه طالما أن الحكومات العراقية الأربع التي تعاقبت على الحكم الشكلي للعراق تحت الاحتلال منذ أغسطس 2003 قد أثبتت فشلا ذريعا في أدائها، وسيكون من الصّـعب تشكيل حكومة مدنية خامسة لمواجهة انزلاق العراق إلى أتُـون الحرب الأهلية، فإن الملاذ الوحيد هو السماح لجنرالات عراقيين أقوياء بتشكيل مجلس عسكري يتولّـى إدارة العراق. وبدأ السفير الأمريكي في بغداد زالماي خليل زاد في جسّ نبض الزعماء العراقيين، واعترف لهم بأن مثل ذلك الخيار سيجلُـب انتقادات واسعة للولايات المتحدة، التي ستبدو وكأنها تُـناهض الديمقراطية وتخرج على مبادئها المعلنة، وستتحمّـل الولايات المتحدة هذه الانتقادات على أمل أنها ستنحسر تدريجيا، إذا نجحت الحكومة العسكرية العراقية المنشودة في تخفيف الاحتقان الطائفي وحلّ الميليشيات وتقليص العنف والاقتتال. ولكن الروايات اختلفت حول كيفية تشكيل حكومة الجنرالات العراقيين، فقد تحدّثت الروايات الواردة من العراق عن أن المجلس العسكري العراقي سيضُـم الفريق نصير العبادي، الذي كان يشغل منصبا قياديا رفيعا في هيئة الأركان العراقية في عهد صدام حسين، واللواء محمد الشهواني، المدير الحالي للمخابرات العراقية، وقائد الطيران العراقي اللواء طيار كمال برزنجي، بالإضافة إلى ستة أعضاء آخرين يتم ضمّـهم للمجلس العسكري للإشراف على الوزارات العراقية. وتتفق الرواية العراقية مع ما كشفت عنه بعض وسائل الإعلام الأمريكية، من أنه سيتم التمهيد لاستيلاء المجلس على الحكم في العراق بانقلاب عسكري، تُـسانده قوات الجيش الجديد الذي درّبته القوات الأمريكية على أن تغمض الولايات المتحدة عينيها عنه حتى يتم نجاحه، ثم تصدر بيانات علنية تُـدين الإطاحة بحكومة عراقية منتخبة ديمقراطيا! ولكنها تبدي الاستعداد لمواصلة مساندتها للعراقيين في محاولاتهم إطفاء جذوة التمرد والعنف. ويدافع عن هذا السيناريو الكولونيل المتقاعد روبرت كيلبرو، محلل شؤون الأمن القومي الأمريكي، الذي يرى أن الوضع في العراق لا يتطلّـب نظاما ديمقراطيا، بل نظام حكم مُـستقر لا يناصب الولايات المتحدة العداء، كما أن عودة بعض قادة جيش صدام إلى القوات المسلحة سينزع فتيل أحد المظالم الرئيسية، التي تحرّك التمرّد المسلّـح منذ قرار تسريح الجيش الذي اتّـخذه بريمر، فيما سيوفر الحكّـام العسكريون الأمل لمُـعظم العراقيين في إبقاء العراق موحّـدا تحت قبضتهم |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق