الخميس، 20 مارس 2008

الذكري الخامسة لسقوط بغداد

ذكرى غزو العراق الخامسة...حرب بدأت بكذبة واستمرت بكذبة بعد أخرى - 19/03/2008


ركزت الصحف البريطانية في تعليقاتها على الوضع في العراق ومعاناة العراقيين بعد خمس سنوات من الاحتلال الأميركي له.
ودانت صحيفة الإندبندنت في تقرير مفصل وموثق كتبه باتريك كوكبرن تحت عنوان هذه حرب بدأت بكذبة واستمرت بكذبة بعد كذبة لجوء السياسيين الأميركيين إلى الأكاذيب لتبرير غزو العراق مركزة على الدور المركزي الذي احتله الكذب في التمهيد لشن الحرب وحرف الحقائق طوال فترة الاحتلال.
وقال كوكبرن: إن الحرب على العراق كانت حرباً من الأكاذيب منذ البداية مضيفاً صحيح أن كل الحكومات تكذب عادة في أوقات الحرب ولكن الدعاية الأميركية البريطانية طوال السنوات الخمس الماضية كانت أشد كذباً مما شهده أي نزاع آخر منذ الحرب العالمية الأولى وأنه نتيجة لتلك الأكاذيب تم رسم صورة للعراق أقرب إلى الخيال وأدت إلى العجز عن التعلم من الأخطاء بسبب رفض الاعتراف بأنها قد حصلت أصلاً.
وفي مقال آخر للصحيفة ألقى الكاتب روبرت فيسك المتخصص بشؤون الشرق الأوسط بمسؤولية الحرب الأميركية على العراق على سطحية وجهل صناع القرار في الولايات المتحدة وبريطانيا بدروس التاريخ مؤكداً أن حرب العراق كشفت محدودية القوة الأميركية وأن الضرر الذي لحق بهيبة الولايات المتحدة غير قابل للإصلاح.
وحمل فيسك في مقاله في الإندبندنت القادة السياسيين في الولايات المتحدة وبريطانيا والذين وصفهم بالسطحية والجهل بالتاريخ المسؤولية عن هذه الحرب الكارثية والتي رأى أنها لابد أن تنتهى بهزيمة القوات المحتلة في العراق بموجب دروس التاريخ وتساءل كيف استطاع رجال صغار دون معرفة بالتاريخ أو حتى اهتمام بمعرفته أن يأخذونا إلى الجحيم مشيراً باستنكار إلى أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير يجب أن يواجه المحاكمة لكذبه بخصوص الحرب. وأشار فيسك إلى أن عدد الضحايا المدنيين في العراق أصبح معادلاً لضعفي ضحايا هيروشيما.
من جهته توصل جون سمبسون المحلل السياسي في البي بي سي إلى استنتاج مشابه مفاده أن حرب العراق كشفت محدودية القوة العسكرية الأميركية.
ورأى أن العراق وأفغانستان قد أرهقتا القوات الأميركية إلى نقطة الانكسار تقريباً وأن الولايات المتحدة الأميركية بعد غزو العراق لم تعد تلك القوة العظمى التي كانتها قبل الغزو وأصبح يسود في العالم الآن شعور بالنفور من أميركا بعد أن ارتبط اسمها بأماكن التعذيب والاعتقال العشوائي كمعتقلات أبو غريب والحديثة والفلوجة.
أما صحيفة الغارديان فأشارت إلى اندلاع معركة بين مؤيدي الغزو ومعارضيه حول عدد الضحايا بين المدنيين العراقيين ملقية باللائمة في ذلك على الولايات المتحدة التي تعمدت منذ بداية الغزو إهمال تعداد الضحايا المدنيين في محاولة لتجنب الحرج واستثارة الرأي العام وهو ما تعلمته من تجربتها في حرب فييتنام حين كانت أعداد الضحايا تتصدر وسائل الإعلام يومياً.
وأشارت الصحيفة بهذا الخصوص إلى أن وزارة الدفاع الأميركية اهتمت فقط بتعداد قتلاها في حين لم يكن عدد الضحايا العراقيين مهما بالنسبة لها أو لأي وزارة أخرى.
وقالت الصحيفة إن كل قتيل عراقي سقط بعد اعلان الرئيس الأميركي جورج بوش عن أن ما وصفه بالمهمة أنجزت يعد دليلاً على خطأ الرئيس كما أنه دليل على أن هذه الحرب كانت تراكم على نحو متصاعد ضحاياها الخاصة بها وأنه وفي غياب إحصاءات دقيقة وانتشار تخمينات كثيرة متنوعة تضع عدد الضحايا بين 100 ألف ومليون فإن مؤيدي الحرب يتمسكون بالحد الأدنى ومعارضوها يتمسكون بالحد الأعلى.

بريطانيا تسعى للخروج من مستنقع العراق

يرى خبراء أن بريطانيا وبعد خمس سنوات من إعلانها الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة في احتلالها العراق تسعى لاخراج قواتها من العراق بهدوء.
وقال توبي دودج الخبير في شؤون العراق في كلية كوين ماري بجامعة لندن في حين يفر البريطانيون من الشبح ويعودون لديارهم يوسع الأمريكيون نطاق التزامهم بمحاولة تحقيق الاستقرار في العراق.
واعتبر دودج سعي رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون منذ توليه السلطة خلفاً لتونى بلير وضع نهاية لحرب لا تحظى بالشعبية لدى الرأي العام البريطاني محاولة لضمان إعادة انتخابه.
وأوضح الخبير ان البصرة الان فى حالة فوضى عارمة والبريطانيين لم يلتزموا بالتعهدات التى قطعتها الحكومة البريطانية السابقة عشية الاحتلال. وعندما انسحبت القوات البريطانية ابدى المسوءولون الامريكيون فى واشنطن احباطهم ما اظهر الخلافات المتصاعدة على السياسات بين الحليفين ولكن منذ ذلك الحين عمل الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الامريكية في العراق على معالجة هذه الخلافات.
وتقول روزمارى هوليس خبيرة الشرق الاوسط فى جامعة سيتى بلندن إن جنوب العراق تحول الأن إلى فوضى عارمة ما من سبيل لائق للخروج منها لكنها تقول إن القوات البريطانية ما كان يمكنها التصرف بشكل مختلف نظراً للموارد والاهداف الموضوعة.
وقالت لم يتمكنوا من تحقيق ما كانوا يأملون في تحقيقه فى بادىء الأمر دخلوا بتوقعات مبالغ فيها ولم يكونوا واقعيين في توقعاتهم و في نهاية الأمر هناك بعض الأسئلة الصعبة المتعلقة بالغاية من وراء المسعى برمته وما تم تحقيقه.

غزو العراق ترك آثاراً وتبعات نفسية وجسدية عميقة على الجنود الأميركيين

خلف غزو العراق منذ بدايته وحتى الآن آثاراً وتبعات نفسية وجسدية عميقة على الجنود الأمريكيين حيث بات أكثر من مليون عسكري أميركي يعانون من هذه الآثار النفسية العميقة التي وصلت إلى درجة الانتحار فيما يعاني آخرون من إحباط نفسي أو شعور بالتهميش.
وورد في تقرير أنه في حين قتل الالاف من الجنود الأمريكيين حتى الآن في العراق جرح أيضاً قرابة ثلاثين ألفاً آخرين وبلغت إصابة البعض منهم درجة من الخطورة منعتهم من استئناف الخدمة العسكرية بينما شهد البعض الآخر حتى وإن نجا من الإصابات الجسدية مقتل رفاقه وشاهد مذابح يصعب وصفها أو رفض أن يعمد إلى القتل ماترك لديهم اضطرابات نفسية خطيرة.
ورأت مجموعة من المحاربين القدامى من أجل أميركا في تقرير لها أن المساعدة الصحية المعروضة على الجنود لا تناسب المعاناة النفسية التي تكبدوها خلال فترات خدمتهم المتكررة في العراق وافغانستان حيث اعتبر مؤسس المجموعة بوبي مولر وهو مقعد منذ حرب فيتنام أنه عاجلاً أم آجلاً سيجد الأمريكيون أنفسهم في طريق مسدود ولا بد أن يتغير شيء ما.
وانتقد التقرير سياسة البنتاغون الذي كثيراً ما يعمد إلى تمديد فترات الخدمة من 12 إلى 15 شهراً ولا يترك للعسكريين ما يكفي من الوقت للاستراحة بين الفترة والأخرى مشيراً إلى حالات تغيب عديدة عن الخدمة بشكل غير مبرر وأعمال عنف منزلية ومحاولات انتحار حيث يمكن أن تسبق موعد فحص لدى طبيب نفسي فترة انتظار تستمر شهرين كما أن القادة يفرطون في المشاركة في تقييم الاضطرابات التي يعاني منها الجنود.
وخلص تحقيق مشابه أعدته مجموعة عمل من مجلس الجيش للصحة العقلية عام 2007 إلى أن 28 بالمئة من الجنود الذين يرسلون إلى مناطق القتال الكثيف يعانون من اضطرابات نفسية حادة مشيراً إلى أن عدد العسكريين الذين يعانون من مشاكل الأدمان على الكحول والمخدرات والخلافات الزوجية واضطراب علاقاتهم بشكل عام ارتفعت بأكثر من85بالمئة منذ اجتياح العراق قبل خمس سنوات في العشرين من آذار 2003.
من جهة أخرى قالت الكولونيل اليس بتث رتشي المستشارة في علم النفس لدى قيادة الأطباء في الجيش أنه مؤشر على الإحباط العام السائد في الجيش.
ورأى بعض الناشطين ضد الحرب أن تلك الأرقام لاتعكس النسبة الحقيقية للمشاكل النفسية للجنود ولاسيما أن البعض لا يقر بإصابته خوفاً من عقاب أوعدم الارتقاء في الرتبة.
وكان الجيش الأمريكي قد أقر في كانون الثاني الماضي أن نسبة الانتحار شهدت ارتفاعاً كبيراً بين صفوف جنوده وأكد أن أكثر من ألفي جندي حاولوا الانتحار أو إلحاق الأذى بأجسادهم خلال عام 2006 مقابل نحو 375 خلال عام2002.

هيرد: الحرب ضرب من الحماقة

قال دوغلاس هيرد وزير الخارجية البريطاني السابق أن الحرب الاميركية على العراق كانت خاطئة وضرب من الحماقة.
وأضاف هيرد إننا نطالب منذ أشهر بضرورة اجراء تحقيق مستقل من قبل مجلس العموم البريطاني في أسباب الحرب وكيفية التخطيط السيئ لها منذ البداية، مشيراً إلى أنها غير واقعية وتمت ادارتها بشكل سيئ.
وقال هيرد إن هذه الحرب تجهد الجيش الاميركي والبريطاني وكل من هو ضالع فيها مطالبا بانسحاب القوات البريطانية من العراق.

نيويورك تايمز: بوش يتكلم كمقدمة برنامج للطهي

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الرئيس بوش يبدو سعيداً رغم كل المشاكل التي تحيط به فالدولار يتفتت والركود يتفاقم ومؤشر داو جونز يتأرجح. وقالت الصحيفة إن بوش يتراقص ويغني بعرض منفرد باسم "أسعد شخص في العالم" بالوقت الذى يقبع في حفرة مشيرة إلى أنه كلما كان الأميركيون أكثر خوفاً بدا بغرابة أكثر رضا عن نفسه.
وأضافت نيويورك ان بوش يتكلم بلهجة مقدمة برنامج طبخ لافتة إلى أنه يحاول الظهور بمظهر الشجاع من أجل رفع المعنويات في الولايات المتحد

ليست هناك تعليقات: